في عالم تخطيط القوى العاملة المتغير باستمرار، أصبح فهم المحركات النفسية وراء سلوك الموظفين أولوية استراتيجية. وتأتي دورة الاقتصاد السلوكي لمخططي القوى العاملة كبرنامج تدريبي متخصص يمتد لأسبوع واحد، ضمن مجموعة دورات الموارد البشرية والتدريب التي يقدمها معهد جنيف لإدارة الأعمال، لتزويد المختصين في الموارد البشرية ومحللي القوى العاملة بالأدوات السلوكية اللازمة لتحليل سلوك الموظفين، وتحسين السياسات الإدارية، وتعزيز فعالية المؤسسة.
تتجاوز هذه الدورة التحليلات التقليدية للبيانات من خلال تقديم مبادئ الاقتصاد السلوكي، وهو مجال يدرس كيف يتخذ الأفراد قراراتهم الواقعية، والتي غالباً ما تختلف عن النماذج الاقتصادية الكلاسيكية. ومن خلال دمج هذه الرؤى السلوكية في العمليات اليومية لإدارة الموارد البشرية، يستطيع مخططو القوى العاملة تطوير استراتيجيات أكثر فاعلية في مجالات التوظيف والتحفيز والأداء والاحتفاظ بالموظفين.
تتميز الدورة بتعلم تطبيقي يربط بين النظرية والممارسة. حيث يستكشف المشاركون أنماط السلوك البشري والانحيازات المعرفية والعوامل التحفيزية التي تؤثر على بيئة العمل. كما سيتعلمون كيفية تصميم تدخلات عملية – تُعرف غالباً بـ"الدَفعات السلوكية" – لتوجيه خيارات الموظفين بطرق أخلاقية وبنّاءة. وعند الانتهاء من الدورة، سيكون لدى المشاركين المهارات اللازمة لمواءمة استراتيجيات القوى العاملة مع الواقع السلوكي للأفراد، بما يضمن نتائج أفضل على كافة مستويات المؤسسة.
أهداف الدورة
تهدف هذه الدورة في الاقتصاد السلوكي إلى تزويد المشاركين بالأدوات العملية اللازمة لدمج المبادئ السلوكية في تخطيط الموارد البشرية وإدارتها. وتشمل أبرز الأهداف:
- فهم عميق لمفاهيم الاقتصاد السلوكي وتطبيقاته في سلوك الموظفين واستراتيجيات الموارد البشرية.
- التعرف على الانحيازات المعرفية الشائعة، مثل التحيز التأكيدي والخوف من الخسارة، وفهم تأثيرها على اتخاذ القرار على المستوى الفردي والمؤسسي.
- تعلم كيفية تصميم تدخلات سلوكية تعزز نتائج تخطيط القوى العاملة، مثل زيادة التفاعل وتقليل معدل الدوران الوظيفي.
- تطبيق نظريات التحفيز وتصميم الحوافز لتحسين الأداء والرضا الوظيفي.
- تنمية المهارات لتقييم النتائج السلوكية وإجراء التعديلات اللازمة بناءً على البيانات.
- استكشاف الأبعاد الأخلاقية في السياسات المبنية على السلوك، وضمان الشفافية والعدالة في تصميم القرارات.
مع نهاية الدورة، سيمتلك المشاركون منظورًا جديدًا يركز على السلوك البشري، مما يمكنهم من بناء أنظمة موارد بشرية أكثر ذكاءً وانسجامًا مع الواقع النفسي للموظفين.
الفئة المستهدفة
صُممت هذه الدورة خصيصًا للمهنيين الذين يشاركون في صياغة استراتيجيات القوى العاملة وإدارة رأس المال البشري. وهي مناسبة بشكل مثالي لـ:
- مخططي القوى العاملة الراغبين في تحسين اتخاذ القرار باستخدام أطر الاقتصاد السلوكي.
- مديري ومديري عموم الموارد البشرية الذين يسعون لدمج الرؤى السلوكية في العمليات الأساسية للإدارة.
- المتخصصين في تطوير المنظمات الذين يهدفون إلى إحداث تغيير باستخدام أساليب قائمة على الأدلة.
- مسؤولي إدارة المواهب والتعلم والتطوير المهني الذين يسعون لتصميم برامج تتماشى مع السلوك الحقيقي للموظفين.
- العاملين في القطاع الحكومي والمشرعين في المؤسسات ممن يركزون على تطوير برامج عادلة وفعالة للموظفين.
- القادة والمديرين التنفيذيين المهتمين بفهم ديناميكيات بيئة العمل والتأثير فيها استراتيجياً.
لا يُشترط وجود خلفية سابقة في الاقتصاد السلوكي، مما يجعل هذه الدورة متاحة لشريحة واسعة من محترفي الموارد البشرية الساعين لتعزيز قدراتهم الاستراتيجية.
محتوى الدورة
تُقدم الدورة على مدار خمسة أيام، وتجمع بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي وورش العمل التفاعلية. يركز كل يوم على جانب محدد من الاقتصاد السلوكي في سياق تخطيط الموارد البشرية:
اليوم الأول: أساسيات الاقتصاد السلوكي في بيئة العمل
- مقدمة في الاقتصاد السلوكي
- الفرق بين النماذج الكلاسيكية والسلوكية في اتخاذ القرار
- تطبيقات على إدارة الموارد البشرية وتخطيط القوى العاملة
اليوم الثاني: فهم الانحيازات في السلوك البشري
- الاختصارات المعرفية والانحيازات في بيئة العمل
- تحديد الانحيازات في التوظيف والتقييم
- إدارة المخاطر السلوكية
اليوم الثالث: الحوافز والتحفيز وبنية اتخاذ القرار
- تصميم أنظمة حوافز فعالة
- فهم الدوافع الداخلية والخارجية
- هيكلة الاختيارات لتحسين الأداء والمشاركة
اليوم الرابع: التدخلات السلوكية في الممارسة العملية
- تطوير وتطبيق دفعات سلوكية لأغراض الموارد البشرية
- دراسات حالة حول الحضور، الامتثال، والرفاه الوظيفي
- آليات التغذية الراجعة والتحسين المستمر
اليوم الخامس: الجوانب الأخلاقية وتقييم الأثر
- الأطر الأخلاقية للسياسات السلوكية
- تقييم فعالية التدخلات
- دمج الاستراتيجيات السلوكية في التخطيط طويل الأمد
طوال الدورة، سيشارك المتدربون في سيناريوهات عملية، ونماذج سلوكية، ونقاشات جماعية. كما سيحصلون على أدوات تخطيط وقوائم مرجعية قابلة للتطبيق المباشر في مؤسساتهم.