في بيئة العمل السريعة والمتغيرة باستمرار، يواجه متخصصو الموارد البشرية ضغوطًا متواصلة لتحقيق التوازن بين متطلبات المؤسسة ورفاهية الموظفين. ومع تزايد مستويات التوتر عبر مختلف القطاعات، أصبحت الحاجة ملحّة لتجهيز فرق الموارد البشرية بالأدوات الفعالة لإدارة الضغوط، ليس فقط لأنفسهم، بل أيضًا لدعم الزملاء والفرق العاملة.
دورة إدارة الضغوط المهنية لمتخصصي الموارد البشرية، التي ينظمها معهد جنيف لإدارة الأعمال، هي برنامج عملي مكثف يمتد لأسبوع واحد، يهدف إلى بناء القدرة النفسية على التحمّل وتعزيز مهارات التعامل مع الضغوط داخل فرق الموارد البشرية.
وتأتي هذه الدورة ضمن فئة دورات التدريب في الموارد البشرية ،وتتميّز بمقاربتها التطبيقية التي تتجاوز المفاهيم النظرية، حيث تقدم أدوات فعالة للتعرّف على الضغوط، والتعامل معها، والحد من تأثيراتها في بيئة العمل. سواء كنت تتعامل مع علاقات موظفين معقدة، أو عمليات توظيف تتسم بالتنافسية العالية، أو تغييرات تنظيمية، فإن امتلاك القدرة على إدارة التوتر هو أمر جوهري لأداءك المهني ولصحة فريقك العامة.
تستند الدورة إلى منهجية مصممة من قبل خبراء في الموارد البشرية وعلم النفس وسلوكيات المنظمات، وتهدف إلى تمكين المشاركين من التعرّف على مسببات الضغط، وتطبيق تقنيات المواجهة، وبناء ثقافة عمل متوازنة ومنتجة. ومن خلال هذه المهارات، يستطيع مسؤولو الموارد البشرية قيادة مبادرات تحسين بيئة العمل، وتقليل معدلات الإرهاق المهني، وتعزيز الاستقرار المؤسسي على المدى البعيد.
أهداف الدورة
تم تصميم دورة إدارة الضغوط المهنية بعناية لتحقيق تحسينات ملموسة على المستويين الفردي والتنظيمي في مجال التعامل مع الضغط النفسي داخل العمل. وتتيح هذه الدورة للمشاركين نهجًا منظمًا لإدارة التوتر عبر مختلف وظائف الموارد البشرية.
بنهاية البرنامج، سيكون المشاركون قادرين على:
- التعرّف المبكر على علامات التوتر والاحتراق المهني لديهم ولدى الآخرين.
- فهم الأسباب الجذرية للضغط المهني ضمن بيئة الموارد البشرية.
- تطبيق أدوات وأطر عملية لإدارة التوتر الحاد والمزمن.
- استخدام الذكاء العاطفي وتقنيات اليقظة الذهنية للحفاظ على صفاء الذهن.
- وضع خطط شخصية لإدارة الضغوط للأفراد والفرق.
- قيادة مبادرات الرفاه المؤسسي بما يتماشى مع الثقافة التنظيمية.
- تعزيز التواصل المفتوح والسلامة النفسية داخل فرق الموارد البشرية.
- تحقيق توازن أفضل بين أعباء العمل والمواعيد النهائية من خلال إدارة الوقت.
- تشجيع عقلية إيجابية وحلول عملية في بيئة العمل.
- تطوير استراتيجيات للحد من تراجع أداء الموظفين وارتفاع معدلات الدوران بسبب الضغوط غير المُدارة.
وتهدف هذه الأهداف إلى تعزيز دور الموارد البشرية كمحرك رئيسي للرفاهية النفسية والصحة الثقافية داخل المؤسسات.
الفئة المستهدفة
تم إعداد هذه الدورة خصيصًا للمهنيين العاملين في مجال الموارد البشرية، والذين يبحثون عن أدوات عملية واستراتيجية لمواجهة ضغوط بيئة العمل الحديثة. وهي مفيدة بشكل خاص لمن تقع على عاتقهم مسؤوليات مباشرة في علاقات الموظفين، إدارة الأداء، التوظيف، أو التغيير المؤسسي.
تشمل الفئات المثالية لهذه الدورة:
- مدراء الموارد البشرية الذين يتعاملون مع قرارات حساسة تحت الضغط.
- أخصائيو التوظيف الذين يعملون تحت جداول زمنية ضاغطة وتوقعات عالية.
- شركاء الأعمال في الموارد البشرية ممن يقودون تحولات تنظيمية واسعة.
- مسؤولو الارتباط الوظيفي والتركيز على مبادرات الصحة النفسية.
- خبراء تطوير المنظمات الذين يصوغون استراتيجيات ثقافية طويلة المدى.
- قادة الفرق والمشرفون ضمن أقسام الموارد البشرية ممن يديرون فرق متنوعة.
سواء كنت مديرًا تنفيذيًا مخضرمًا أو متخصصًا يسعى لبناء آليات أفضل للتعامل مع التوتر، فإن هذه الدورة ستمنحك رؤى عملية قابلة للتطبيق الفوري في مهامك اليومية.
محتوى الدورة
تمتد الدورة على مدار خمسة أيام تدريبية مكثفة، وتجمع بين الأدوات العملية، ودراسات الحالة الواقعية، والتمارين التفاعلية الجماعية لتشجيع التعلم عبر التطبيق. يركّز كل يوم على جانب مختلف من إدارة الضغوط من منظور الموارد البشرية.
اليوم الأول: فهم الضغوط في وظائف الموارد البشرية
- مقدمة في علم نفس التوتر وتأثيره على عمليات الموارد البشرية
- تحديد مسببات التوتر الفردية والتنظيمية
- تكلفة التوتر: الغياب، الدوران الوظيفي، وتراجع التفاعل
اليوم الثاني: إدارة الضغوط الشخصية في العمل
- أدوات التقييم الذاتي والتأمل
- تقنيات التنفس واليقظة الذهنية والاسترخاء
- إعادة الصياغة المعرفية ودور الذكاء العاطفي
اليوم الثالث: دعم الموظفين تحت الضغط
- استراتيجيات التوجيه والاستماع الفعّال
- تصميم برامج دعم الموظفين (EAPs)
- بناء أنظمة دعم قائمة على الثقة
اليوم الرابع: بناء بيئات عمل مقاومة للضغط
- أطر السياسات الخاصة برفاهية الموظفين
- تشجيع التوازن بين العمل والحياة من خلال السياسات المرنة
- القيادة بالمثال: دور الموارد البشرية كنموذج في إدارة التوتر
اليوم الخامس: استراتيجيات طويلة الأمد والتطبيق العملي
- إجراء تدقيقات التوتر ومؤشرات الأداء الخاصة بالرفاهية
- دمج إدارة التوتر ضمن تقييمات الأداء
- بناء حملات استدامة للصحة النفسية عبر الأقسام المختلفة
يُقدم كل محور من محاور الدورة بواسطة متخصصين في الصحة المهنية، علم النفس، والقيادة في مجال الموارد البشرية. وسيغادر المشاركون الدورة وهم مزودون بقوالب وأدوات وخطط قابلة للتطبيق، يمكن دمجها فورًا في الاستراتيجيات اليومية داخل أقسام الموارد البشرية.